بعينين في القلب وأنه ضرب من المجاز نحو ما قاله الأستاذ ـ يعني ابن ورك ـ أو غيره. انتهى. وكذا أقول: إنه لا يمتنع عن خواطر أرباب القلوب القائمين بالمراقبة والتوجه على قدم الخوف حيث لا يسكنون لشيء مما يقع لهم من الكرامات، فضلاً عن التحدث بها لغير ضرورة، مع السعي في التخلص من الكدورات والإعراض عن الدنيا وأهلها جملة، وكون الواحد منهم يود أنه خرج من أهله وماله وأنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم كالشيخ عبد القادر الكيلاني أن تتمثل صورته الشريفة صلى الله عليه وسلم في خاطره ويتصور في عالم سره أنه يكلمه بشرط استقرار ذلك وعدم اضطرابه، فإن تزلزل واضطرب كان له من الشيطان، فليس ذلك خادشًا في علو مناصبهم لعدم عصمة غير الأنبياء فقد قال التاج السبكي في جمع الجوامع تبعًا لغيره أن الإلهام ليس بحجة لعدم الثقة لمن ليس معصومًا بخواطره وحينئذ فمن قال ممن روينا عنه أو غيرهم بأن المرئي هو المثال لا يمتنع حمله على هذا، بل حمل كل من أطلق عليه هو اللائق وقريب منه ما قيل في قوله صلى الله عليه وسلم: "رأيت الجنة والنار" مع من يدفع استبعاده هناك أن المراد بالرؤية رؤية العلم، ونحوه ما قيل: هي حكمة العدول عن الغيبة إلى الخطاب في قول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015