وقال علي بن الجهم 1:

لو قيل لي تملك الدنيا بأجمعها ... ولا تكون أديباً تُحسن الأدب

لقلت لا ابتغي هذا بذاك ولا ... أرى إلى غيره مستدعياً أربا

لجلسة مع أديب في مذاكرة ... أنفي به الهم أو أستجلب الطربا

أشهى إلىّ من الدنيا وزخرفها ... ومثلها فضة أو مثلها ذهباً

وقد اعتنى الأوائل من سلف الأمة باللغة وآدابها، ومن أولئك الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ فعن أبي الوليد بن أبي الجارود، قال: "ما رأيت أحداً إلا وكتبه أكبر من مشاهدته إلا الشافعي، فإن لسانه أكبر من كتبه"2. ذلك أن الإمام الشافعي له عناية كبيرة باللغة العربية وعلومها وآدابها 3.

3- تربية خصوبة الخيال بأدب اللغة، لما اشتملت: عليه المقطوعات الأدبية من تصوير المعاني وتقريبها من الأفهام بألفاظ وصور في غاية الحسن والإبداع.

4- الأدب وسيلة إصلاح وتربية وتوجيه لبناء الفضائل الخلقية والتعلق بها، والبعد عن الرذائل السلوكية وهجرها، فكم بيت من الشّعر، أو سطرٍ من النثر غرس في قلوب السامعين فضيلة وصدها عن رذيلة. (وعلماء السلف ـ رحمهم الله ـ عندما قسموا الأدب إلى: أدب درس وأدب نفس، لاحظوا هذا الجانب التربوي الذي يعني بالسلوك إلى جانب المنافع الأخرى التي يمكن أن يسهم الأدب في إصلاحها) 4.

5- تربية الذهن بما اشتمل عليه الأدب اللغوي من الحكم والأمثال التي تفتقت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015