أدب اللغة ذلك الثوب اللفظي الجميل، الذي ترتديه المقاصد والمعاني من تراكيب الألفاظ البديعة، فتؤثر في القلوب والعقول بجميل المحسنات اللفظية، والتي يمكن إبراز أهم معالمها التربوية في المحاور التالية:
1- للأسلوب الأدبي تأثير فاعل على النفوس البشرية، ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إن من الشعر حكماً ومن البيان سحراً" 1.
فالأدب البناء الذي يشحذ الهمم نحو السمو الخُلُقي، يظهر تأثيره التربوي بتفاعل القلوب والأذهان والأفهام في رحاب ساحته؛ لأن (الأدب الذي يؤثر بشكله الجميل، وأسلوبه البارع، ينقل إلى الأذهان والقلوب والنفوس مضامينه الفكرية والتوجيهية غالباً، فيجعل لها مواطن مستقرة فيها، ثم يجعلها فعّالة وموّجهة للسلوك) 2.
2- في الأدب تربية اللسان على استخدام جميل الألفاظ، وأحسن العبارات، وأدق المعاني؛ ولذلك فإن (كلام اللبيب وإن كان نزراً أدب عظيم) 3.
وقد قيل 4:
رأيتُ العز في أدب وعلم ... وفي الجهل المذلة والهوان
وما حسن الرجال لهم بفخر ... إذا لم يسعد الحسن البيانُ
كفى للمرء عيباً أن تراه ... له وجه وليس له لسانُ