هجوم العقلانيين على العلماء وجرأتهم عليهم والموقف المطلوب إزاء ذلك

المقدم: من وسائل إسقاطهم للعلماء أن العالم لو رد على أحد منهم في صحيفة أو في كتاب أو في موقع إنترنت نجد أنهم يردون على هذا العالم جماعات وفرادى، وقد يكون منهم أشخاص مشهورون، أو أناس نكرات لا يعرفون، أليس في هذا تهجم على العالم ومحاولة إسقاط له؟ الشيخ: بلى! فهذه -والله- معضلة كبيرة، وأنا أناشد المسئولين عن الإعلام في بلادنا وفي جميع البلاد الإسلامية، فكما شرعوا أنظمة تحمي الإعلامي والصحفي وتحمي حتى بعض الحيوانات، عليهم أن يسعوا إلى حماية مرجعية الأمة؛ لأن هذا من الثوابت الضرورية، فإذا كانوا يقولون: نخشى من خلل الأمن من خلال الغلو، أو نخشى من خلل انفلات الأمة وتفرقها؛ فإن من أعظم أسباب الفرقة المعلومة اليقينية شرعاً وواقعاً حجب الأجيال عن مرجعيتها.

ومن ذلك أيضاً جرأة بعض الكتاب على العلماء الكبار بأسلوب غير مؤدب، ونحن لا نقصد الرأي والرأي الآخر في الاجتهاديات، بل نقصد الجرأة على الطرح بأسلوب يستنقص قدر العلماء، مع أنه لو كان هذا الاستنقاص لمفكر كبير من العلمانيين لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها.

المقدم: صحيح.

الشيخ: فعندما يعرِّض شخص بـ طه حسين وله زلات كبرى، أو يعرض -مثلاً- بـ محمد عبده وله زلات كبرى -غفر الله لنا ولهم- يقيم هؤلاء الدنيا ولا يقعدونها.

وعندما يُتعرض لعالم -تحتاج إليه الأمة اليوم أكثر من أي وقت مضى- لا نجد من يحميه، فلا الصحافة ترشد هؤلاء، ولا وسائل الإعلام، بل تجرئهم وتشجعهم.

المقدم: وأحياناً قد يكون ذلك وسيلة لابتزاز أموال الناس وشراء الصحيفة؛ لأنه يهجم على الشخصية الفلانية أو العالم الفلاني.

الشيخ: هذا من الأساليب أو من الأسباب، لكن ليس هو السبب الأساسي.

إن لهم أشياء مقننة لا يتخطونها، فكيف يتخطون هذا الثابت من الثوابت؟! وأنا أقول: كل أمة من الأمم الآن تحمي علماءها، فكيف وديننا يأمرنا باحترام العلماء؛ لأنهم ورثة الأنبياء، وأهل الذكر، ومرجع الأمة، وهم مع الولاة بعد الله صمام الأمان؟! المقدم: صحيح، فكما يحرص أولئك الإعلاميون على أن لا يمس الحكام وولاة الأمر بسوء، عليهم أن يحرصوا على أن لا يمس العلماء بسوء.

الشيخ: حتى رموزهم لا يمسون إلا بطرائق معينة، فهم الآن يغربلون -فيما أعلم- ما يرد ضد رموزهم، فلماذا هذا وحقوق العلماء أكبر من كل ذلك؟! المقدم: صحيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015