المقدم: يقولون: لماذا يدخل العالم في أمور السياسة أو يدخل في أمور الاقتصاد، وينطلقون من منطلق أن العالم لا يعرف إلا الأدلة الشرعية والنصوص الشرعية، أو المعاملات التي وردت في الفقه الإسلامي، أما الاقتصاد العالمي والنظرة الشمولية فالعالم غير محيط بها.
الشيخ: هذا شيء، شيء آخر قبل هذا ناتج عن نظرتهم إلى الدين نفسه، حيث يرون أن الدين لا علاقة له بكثير من شئون الحياة.
المقدم: عجيب! الشيخ: نعم، هذا هو الأصل، لكنهم بين مقل ومكثر، فبعضهم يرى أن الدين لا بد من أن يحصر في الأحوال الشخصية فقط، ويصرحون بهذا.
وبعضهم يقول: لا، الدين عبارة عن معان عامة مجملة، فهو فضائل وأخلاق، فالدين مجرد توصيات عامة تحكم الحياة، والتفاصيل نأخذها من أي مصدر، ونشرعها من عندنا.
وطائفة أخرى تقول: الدين مقبول، ويدخل في جميع جوانب الحياة، لكن يجب أن نفسر الدين كما نشاء؛ وهؤلاء هم الطائفة الأكثر والأخطر.
المقدم: أخطر من أي جهة يا شيخ؟ الشيخ: هم أخطر لأنهم يعترفون بأن الدين يدخل في جميع جوانب الحياة، وربما يطالبون بهذا، وقامت على أيديهم جماعات كبرى الآن، وتوجهات وأحزاب.
المقدم: ويكون في رأيهم التلبيس على الناس؟! الشيخ: لا، فقد لا يقصدون التلبيس، لكن رأيهم ملبس، فهؤلاء يتحمسون للدين ويدعون إلى تطبيق الدين، لكن عندما تأتي إلى نظرتهم إلى التطبيق تجدهم يريدون أن يتنصلوا من كثير من أمور الدين الكبيرة، مثل الحدود، ومثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد.