الانتقائية في النصوص الموافقة للهوى سمة ذوي المنهج العقلاني

المقدم: هذا مظهر ومنهج عام عند أولئك، وهو ضعفهم في الثقافة الإسلامية، ولكن هناك منهج آخر عندهم وانحراف في الاستدلال، حيث نجد أن هؤلاء قد يحاولون أن ينظروا في هذه النصوص الشرعية وينتقون منها ما يوافق أهواءهم، وما يوافق الفكر الذي هم عليه، فهل هذا منهج مطرد عندهم؟ الشيخ: نعم، الانتقائية عندهم تنبني على النزعة بشرية في الإنسان، فأي إنسان يقرر في عقله وقلبه وفكره مقررات معينة يتبناها، سواء دان بها أم كانت أفكاراً له، وهؤلاء لا يدينون بدين غالباً، بل عندهم فكر، فيتبنون هذا الفكر، ويضعون القناعات ابتداءً، ثم إذا اطلعوا على النصوص الشرعية، أو اطلعوا على كلام العلماء، أو أرادوا أن يعالجوا واقع المسلمين؛ جعلوا ما عندهم من القناعات هو المرجع، فمن هنا يستدلون لها، مع أنهم يدعون التجرد العلمي، فهم ليسوا متجردين، بل أبعد الناس عن التجرد.

فهم عندهم انتقائية في اختيار النص، وفي اختيار الشاهد، وفي اختيار المعلومة، بل حتى في الطرائق العلمية التي يسلكونها في الاستبانات وفي الدراسات، فعندهم نوع من خدمة الفكر السابق في نوعية الأسئلة التي يطرحونها.

وقد رأيت بعض الباحثين من هذا الصنف له بعض النتائج حول قضية معينة تخالف الشرع، فرجعت إلى صيغة السؤال فوجدت أنه صاغ السؤال على المقررات التي في عقله، يريد أن يصل إليها من خلال السؤال، ومن خلال القارئ الذي قد يدري أو لا يدري أنها مبنية على الهوى.

المقدم: وفيها احتيال على القارئ.

الشيخ: نعم، فهم عندهم انتقائية، ولذلك يتبعون شواذ الأدلة وشواذ الشواهد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015