المقدم: جهل العقلانيين بالثقافة الإسلامية بمصادرها وبطريقة الاستدلال الصحيحة هل هو ناتج عن عدم قدرتهم على معرفة هذه العلوم من منابعها، أم ناتج عن أمور أخرى كالهوى وغير ذلك؟ الشيخ: الذي يظهر لي من خلال الاستقراء أن كل هذا موجود، حيث يوجد أصحاب ضلالة ولجوا علينا من هذه المداخل، وأرادوا أن يفصلوا أجيالنا عن حقيقة النهج السليم، وهناك أناس أصحاب أمزجة شخصية وآراء شخصية، وربما لا يدركون خطر ما هم عليه، وهناك أناس أيضاً لهم أهواء ورغبات معينة، ولو لم يكونوا أصحاب مذاهب واتجاهات، فهذه التوجهات هي خليط، وينبغي أن نفهم أنه ليس همنا في مثل هذا التأصيل الدخول في المقاصد والنيات، فنحن نحكم على الآثار وعلى المناهج الظاهرة التي لها أثر بالغ على الأمة، وأما مقاصد الأشخاص وتوجهاتهم فهذا أمر لا ندخل فيه.
المقدم: ولا نحكم على الأعيان.
الشيخ: لا نحكم حتى لو كانت لنا قرائن معينة، فبعضهم قد يدان من كلامه، ولكن ليس هذا همنا، بل همنا أن نذكر الأصول والمناهج الحقة وما ينافيها، وأن نبين للناس هذه الأصول الخاطئة، وهذه المناهج الخاطئة؛ لتجنبها والحذر من شعاراتها الخادعة.