المقدم: هل هناك بعض المعالم التي تريد أن تذكرها؟ الشيخ: سأذكر أشياء رئيسة، ولا بد من أن نفصلها في حلقة قادمة: فمن الأشياء المهمة: أنهم يسعون إلى إسقاط المرجعية الإسلامية بالكلام في العلماء وذمهم، بل الجفاء العملي والواقعي للعلماء، والجرأة في الرد على العلماء، والتطاول عليهم، فالآن إذا نظرت إلى الذين يردون على بعض أعضاء هيئة كبار العلماء أو من في مقامهم في الصحف؛ ستدهم غير أكفاء لهم، ولا قريبين من ذلك، لا في القدر والعلم فحسب، بل حتى في المقدرة المنهجية على التصدي للقضايا.
ومن الأشياء المهمة: ما نسميه الانتقائية، أو الانحراف في الاستدلال في القضايا التي يطعنون بها في السنة، فهناك انتقائية بنوع من تحكيم الشهوات، وتلمس الشواذ والغرائب من الأحكام، فيجعلونها أصلاً، ويتناسون القضايا الأساسية والمنهج.
ومن الأشياء المهمة: إخضاع الثوابت وأصول الاعتقاد للأهواء والأمزجة.
ومن ذلك: تمييع الدين، ومحاولة عزله عن الحياة.
ومن ذلك: التذرع بالشعارات الخادعة: التحرير، والتطوير، والتنوير، والحداثة، والعصرانية، والتجرد العلمي الموضوعي.
وإذا حققنا في الأمر وجدنا أنهم أبعد الناس في الجملة عن هذه الشعارات وهذه الحقائق.
وهناك أيضاً شعار جديد موهوا به على شبابنا، وهو ما يسمونه بالرأي والرأي الآخر.
فيجب عليهم أن يفهموا أن الرأي والرأي الآخر معتبر بشروط، ومن ذلك أن يكون صاحب الرأي ممن تحققت فيه شروط الاجتهاد، ثم أن يكون الرأي والرأي الآخر في الاجتهاديات إذا كان عنده قدرة.
أما في الثوابت والمسلَّمات ومصالح الأمة العظمى، وما يحفظ للأمة دينها وأمنها ويجمع شملها على ولاتها وعلى علمائها؛ فليس هناك رأي ورأي آخر.
المقدم: الحقيقة أن الحديث معك ممتع وشيق، ونعتذر للأخ المشاهد من أننا سنستكمل هذه المسائل الحساسة والهامة في الحلقة القادمة.
وهناك عناصر أخرى حول الاتجاهات العقلانية المعاصرة سنناقشها مع الأستاذ الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ومن أراد في الحلقات القادمة أن يشارك بمداخلة أو اقتراح أو اقتراح أو تفريع على هذا العنوان أو العناوين الأخرى التي سنناقشها؛ فالمرجو منه أن يكون منه تواصل في منتديات الصفوة، في النافذة التي خصصت لبرنامج حراسة العقيدة.
وإلى أن نلتقي بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.