المقدم: ألا توجد رقابة في بلد مثل هذا البلد؟ الشيخ: إنه يجب أن يكون لكل مسلم رقابة من ذاته، وإذا كنا نضطر إلى رقابة السلطة أو رقابة المجتمع فهذا إجراء -في الحقيقة- احتياطي في درجة ثانية.
فيجب أولاً أن نناصح هؤلاء القائمين على بعض المقالات وبعض الزوايا في الصحف، ليس كلهم كذلك، نعلم أن فيهم أخيار، ولذا يجب أن ننصف، ففيهم أخيار، وفيهم أناس ليسوا ممن نصفهم بأنهم ضد الاتجاه الشرعي، لكن يوجد من يخطئ أو يزل، ويوجد نفوذ لبعض أصحاب الاتجاهات العقلانية من خلال شعارات معينة.
فأنا أقول: يجب أن نعود الناس على أن يكون عندهم رقابة ذاتية، وأن نناصح هؤلاء، وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بما نستطيع، فهؤلاء كلهم من أبناء جلدتنا وبين ظهرانينا، فمنهم أقارب ومنهم جيران ومنهم من نعرفه ومن لا نعرفه، وسائل الاتصال متاحة، فيجب يا إخوان -وأقول ذلك لجميع الإخوة- أن نناصح هؤلاء ونبين لهم وجه الحق.
وهنا رسالة أعتبرها نصيحة لمن ولاه الله أمر المسلمين، والدين النصيحة، ولعل هذه الرسالة تصل -إن شاء الله- إلى المسئولين، ونحسبهم من الحريصين، وهم الذين حفظ الله بهم ثوابت الأمة، فنسأل الله أن يوفقهم ويسددهم، فهذه الدولة المباركة فيها حرص على الخير، ودستورها ونظامها يقوم على هذه الثوابت كما هو معلوم، لكن قد يغفل الرقيب، قد يكون هناك شيء من الأمور ليس بواضح، وهذه الرسالة هي: أن يكون لكل صحيفة مراقب شرعي على المستوى المطلوب، وقبل هذا يجب على القائمين على الصحف أن يتقوا الله عز وجل.