الرد على اعتبار الطعن في العقل طعناً في النقل

المقدم: هناك مسألة شائكة عند بعض الناس، وهناك بعض الحوارات في الإنترنت مع هؤلاء وغيرهم، ذلك أنهم يقولون: إن العقل هو الذي دل على النقل، فإذا طعنت في العقل فأنت تطعن في النقل، كما يقول الرازي وغيره.

الشيخ: صحيح أن كثيراً من المقررات الشرعية دلل عليها العقل، بل لا نعرف شيئاً من الشرع في العقيدة والشريعة إلا عن طريق التعقل والتفكر الذي هو الاجتهاد، لكن ينبغي أن نفرق بين كون العقل وسيلة وبين كونه غاية، فالعقل ليس غاية، والعقل ليس أصلاً، وإنما هو نعمة من الله عز وجل ووسيلة إلى فهم الشرع وإدراكه، ووسيلة إلى فهم نعم الله عز وجل على خلقه، وإدراك حقه سبحانه وتعالى، وعمارة الكون على ضوء الشرع.

إذاً: العقل وسيلة، والوسيلة لا تلغي الغاية، والدليل لا يلغي المدلول.

وقد ضرب العلماء لهذا مثلاً فقالوا: لو أن عامياً جاء يسأل عن العالم، وهناك خادم عند هذا العالم، فخرج فوجد هذا العامي، فقال له: أين العالم؟ أنا أريد أن أسأل عن ديني.

فجاء بالعامي الذي يسأل عن الشرع إلى العالم، فسأله، فلما سأل العالم أجابه، فقام هذا الخادم واعترض وقال: هذا الرأي أنا أعترض عليه، وليس هذا هو الحكم الشرعي؛ فإن العامي سيرجع بفطرته إلى العالم، بل سيقول له: لماذا جئت بي من الطريق تدلني على العالم ثم الآن تعترض؟! أنت أحمق ليس عندك عقل.

إذاً: العقل لا شك في أنه نعمة عظيمة ولكنه وسيلة.

المقدم: وإن اعترض الخادم وقال: أنا دللتك على العالم، فطعنك فِيَّ طعن في العالم، هذا كما يقوله أولئك الفلاسفة؟ الشيخ: هذا تلبيس.

المقدم: مردود أصلاً.

الشيخ: أحياناً يلبس على بعض السذج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015