فإن قلت: ما (?) الجمع بين إنكاره - صلى الله عليه وسلم - على هذا الخطيب مع قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثٌ مَنْ كن فيه وَجَد بهن حلاوة الإيمان: مَنْ كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما" (?). وقال في حديث آخر: "فإن الله ورسوله يُصَدِّقانكم ويَعْذِرانكم" (?)، فقد جمع بينهما في ضمير واحد؟
قلت: قد أجيب بوجهين:
أحدهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر ذلك على الخطيب؛ لكونه عُدولًا عن الأَوْلى والأفضل، لا سيما وهو في مقام الخطابة المقتضي للتعليم. وأما النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يفعل إلا الأَوْلى، فإنه في مقامِ تشريعٍ وتبيين، فَفِعْل الأَوْلى له بتبيينه الأَوْلى ليدل على الجواز (?).