ثم إن الله بفضله ومَنِّه جعل البركة والخير الكثير في هذه الدعوة، وليس بالخفي أنها أخذت مساراً واسعاً في الأقطار، لكن الذي قد يخفى على كثير من الناس أن الأماكن التي لم يصل إليها نورها في ظلمة فما شِئتَ من شرك وكهانة وسحر وضلالة، وبلدان كثيرة حشْوها الجهالة، وما شئت من علوم صادّة عن الهدى، موجبة للرّدى، تعوضوا بها عن العلم النافع، وهي الداء الدّوي والسم الناقع.

ولا ريب أنه لم تقم دعوة بعد دعوة الشيخ محمد في مثل استقامة نهْجها وحسن أثرها.

ولقد قامت دعوات ولكنها مشوبة بالشوائب، محفوفة بالمعايب، تمخضت آثارها معلنة أن أصولها غير سليمة، ولذلك جاءت الفروع غير مسْتقيمة، فما شئت من تخليط بالعلوم قبيح، وما شئت من إيثار للدنيا جعل العلم كالمتَّجَر الربيح، وما شئت من قياسات فاسدة وآراء كاسدة وأهواء جمّه، وفتن مدلهمّة.

وما شئت من دعوات يتزعّمها الجهال، يُشابُ فيها الهدى بالضلال، بين يديها الدعوة القريبة التي هي في أصولها وفروعها للحق مصيبة وهي دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب المباركة التي هي على منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لكن بها لا تكتفي، وإلى غير أهلها تنتمي.

والمراد من هذا كله أن دعوة هذا الإمام العظيم، والشيخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015