قيام الحجة وظهور الدليل على الإيمان بالله ورسله ووجوب الكفر بما عُبد من دونه، فالخصومة في الأصل الأصيل.

وقد ظهر واشتهر عند الخاص والعام براءة الشيخ من تكفير المسلمين وقتلهم ونهب أموالهم، وإنما قتاله وتكفيره لمن كفر بالله وأشرك به، وأن دعوته إلى طاعة الله ورسوله، ويُصرّح بأن من عرف الإسلام ودان به فهو المسلم في أي زمان ومكان. انتهى.

لقد سُلِّط على الشيخ محمد ودعوته في حياته وبعد موته من افترى عليه وشَوَّهَ دعوته ونَفّر عنها ووصفه وأتباعه بأقبح وصْف، {ويأبى الله إلا أن يتم نوره} فقد قيّض الله لهذه الدعوة أنصاراً وأعواناً دفعوا عنها صيال الصائل، وبيّنوا حقيقتها كبْتاً وغمًّا لذَوي الحقد والدغائل، لا حَمّية ولا عصبية، فلم يُرْهبهم عداوة المعادي ولا طمعوا من المُوَالي بنائل، وهذه النّصرة جعلها الله مقابل كيْد العدو الخاذل، فجاء الأمر على معنى:

وإذا أراد الله نشر فضيلة طُوِيَتْ أتاح لها لسان حسودِ

وما شبّهتُ أعداء هذه الدعوة وإمامها بشدة حنقهم وغيْظهم إلا بجاهل يُدْني جمر النار من عود الطيب الأصيل، فالجمر مُراد منه الإفساد فيعمل عمله بخلاف قصد الفاعل حيث يُظهر الروائح الزكيّة فيَعْبق بها المكان وتصْفو بها الأزمان والمُحْرِق المُوبق يموت بغيْظه لم ينل خيراً بل اكتسب شرا، والحمد لله على السرّاء والضرّاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015