سُمي سجن الحجاج مُخَيَّساً. قال النابغة:
وخيس الجن إني قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد
أي: أحبسهم وذَلِلْهُمْ وكُدَّهُمْ في العمل. قال آخر:
فلم يبق إلا داخر في مخيس ... ومنجحر في غير أرضك في جحر
أراد بالمخيس السجن. والداخر: الصاغر. تقول:
دَخَرَ يَدْخَرُ دُخُوراً أي صَغُرَ يَصْغُرُ صَغَاراً، وهو الذي [يفعلُ] ما تأمره كُرهاً على صغرٍ ودُخور.
وخاسَ الشيءُ يخيسُ خيساً إذا فسد وتغير كالتمر واللحم والجوز ونحوه، فإذا أنتن قالوا: أصل فهو مُصِلٌّ، وقرئ: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ} أي أنتنا. والزاي في اللحم والجوز أخص من السين.
وقولهم: خَتَرَ فلانٌ بِفلان
أي غدر به، ويُقال الخَتْرُ أسوأُ الغَدْرِ، كما أن المدؤوم أشد من الختر. رجل ختار: غدارٌ. قال الله عز وجل: {كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ}. وفي الحديث "إنك لن تُمدَّ لنا شبراً من غدر إلا مددنا لك باعاً من ختر".
وقال ابن عباس في قوله تعالى: {خَتَّارٍ كَفُورٍ} قال: الختارُ: الغدارُ الظلومُ الغشوم. واحتج بقول الشاعر: