والقول الثالث: لأنها تُخَمَّرُ أي تُغطى لئلا يقع فيها شيءٌ. وتقول: خمرتُ الإناء إذا غطيتهُ بخرقةٍ أو بشيء. وفي الحديث: "خمروا شرابكم ولو بعود". وفي الحديث: "خمروا آنيتكم". وفي الحديث: "لا تجدُ المؤمن إلا في إحدى ثلاث: في مسجد يعمره، أو بيت يخمره، أو معيشة يدبرها".
يخمره: يستره.
وتقول: دخل في خمار الناس وخمارهم وخمرهم وغمارهم، كل ذلك إذا دخل في جماعتهم، فخفي فيهم.
وقولهم: بِتْنا على الخَسْفِ
معناه على غير أكل. يُقالُ: بات القومُ على الخسف إذا باتوا جياعاً ليس لهم شيءٌ يتقوتونه. وبات الدابةُ [على] الخسف إذا لم يكن له علف. قال الشاعر:
بتنا على الخسف لا رسلٌ نقات به ... حتى جعلنا حبال الرحل فصلانا
ويقات به من القوت. ومعنى قوله: حتى جعلنا حبال الرحل فُصلانا: حتى شددنا النوق بالحبال لتدر علينا، فنتقوت لبنها.
والخسفُ في غير هذا: الهوانُ والذل. قال عمرو بن كلثوم:
إذا ما الملكُ سام الناس خسفاً ... أبينا أن يقر الخسف فينا