الإيمان ويُضْمِرون الكُفْرِ، فيغيب الله تعالى عنهم غير الذي يُظهر لهم، لأنه تعالى يُظهر لهم النعم، ويحسن لهم الحال، ويغيب عنهم ما قد أوجبه عليهم من العذاب، فجازاهم بمثل فعلهم. ويقال إن معنى قوله تعالى {َهُوَ خَادِعُهُمْ} هو جازيهم على المخادعة، فسمى الجزاء على الشيء باسم الشيء الذي له الجزاء، كقوله عز وجل {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ}. فأخبر عن نفسه بالتعجب وهو يريد: بل جازيتهم على عجبهم من الحق، فسمى فِعْلَهُ باسم فِعْلهم. ويقال: معنى قوله تعالى: {َهُوَ خَادِعُهُمْ}: وهو معاقبهم. وهذا معروفٌ في كلامهم.
يقول: خَدَعَ يَخْدَعُ خَدْعاً وخديعة وخَدْعةٌ واحدةٌ، ورَجُلٌ مُخَدَّعٌ أي خُدِعَ مراراً في الحرب، وبه يُفسر قول أبي ذؤيب:
وتنازلا وتعاقفت خيلاهما ... وكلاهما بطلُ اللقاء مُخدعُ
ويقال: الحرب خُدْعةٌ وخَدْعةٌ. ولغة النبي صلى الله عليه وسلم: "الحربُ خَدْعةٌ". وحكى بعضهم خَدْعة بفتح الخاء.
والخدعة الغَفْلة، والخَدْعةُ المرة الواحدة، والخُدْعةُ الذي يُخْدَعُ به، والخُدْعةُ الرجلُ المخدُوع وهو الخديع أيضاً، وغُولٌ خَيْدَع وطريقٌ خَيْدَع وخادع مُخالفُ القصد حائدٌ عن وجههِ لا يُفْطَنُ به والخدعةُ قومٌ به يُخْدَعون.
وقولهم: فلانٌ خبيثٌ مُخَبِّث
الخبيث ذو الخُبْثِ في نفسه، والمخبّث الذي أصحابه وأعوانه خبثاء، وكذلك قولهم: قويٌّ مقوي، القويُّ ذو القوة، والمقوي الذي دوابُّه قوية، وكذلك قولهم: