عمرو بن معد يكرب:
أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوعُ
أراد المُسْمع، فصرف من مُفْعِل إلى فَعيل، والعربُ إذا مدحوا رجلاً بالشدة والنجدة سموه جنيناً تشبيهاً بالجن. قال النابغة:
سهكين من صدأ الحديد كأنهم ... تحت السنور جنةُ البقار
وقال حاتم:
عليهن فتيان كجنة عبقرٍ ... يهزون بالأيدي الوشيج المقوما
عبْقَر: أرضٌ تسكنها الجن فصارت مثلاً لكل منسوب إلى شيء رفيع. ومنه الحديث في عمر (فَلم أرَ عبقرياً يفري فرية) أي يعمل عمله ويقول قوله ونحو هذا. قال زهير بن أبي سلمى:
بخيل عليها جنةٌ عبقرية ... جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا
وكذلك إذا استحسنوا امرأة قالوا: هي جنية. قال المقنع الكندي:
وفي الظعائن والأحداج أملح ... من حل العراق وحل الشام واليمنا
جنية من نساء الإنس أحسن من ... شمس النهار وبدر الليل قد قُرنا
وقال: