العيون. والملائكة - عليهم السلام - سُموا جناً وجنَّة لتواريهم عن أعين الناس. قال الله - عز وجل-: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً} معناه: وبَيْنَ الملائكة. وقال الأعشى في صفة سليمان عليه السلام:
وسخر من جن الملائك تسعةً ... قياماً لديه يعملون بلا أجر
أراد بالجن الملائكة وأضافهم إليه لاختلاف اللفظين. وربما أوقعت العرب الجن على الإنس، والإنْسَ على الجن إذا فُهشم المعنى ولم 1/ 477 يدخلْه التباس. قال الله - عز وجل-: {فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} أراد في صدور الناس جِنَّهم وناسهم. وقال بعضٌ: كل مستجنٌ فهو جني، ومنه الجنين في البطن، والجنين في القبر. قال-تعالى-: {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}. قال عمرو بن كلثوم:
ولا شمطاء لم يترك شقاها ... لها من تسعةٍ إلا جنينا
تخبر أنها قد دفنتهم كلهم، والجنين: المقبور. الأصلُ فيه إلا مُجناً فصرف من مُفْعَل إلى فَعِيل كقوله-تعالى-: {الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} أراد المُحْكَم. ويقولُ