ومن يلق خيراً يحمد الناس أمره ... ومن يغن لا يعدم على الغي لائما
وقولهم: تعال يا رجل
أصلُه تفاعل من العلو، أي ارتفع ثم أكثروا استعماله حتى جعلوه بمنزلة 1/ 459 أقبل، فصار الرجل يقول وهو في الموضع المنخفض للذي على المكان المرتفع تعال، يريد: أقبل. قال الفرزدق:
تعال فإن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
ويقالُ للرجلين: تعاليا، وللرجال: تعالوا - بفتح اللام -، وللمرأة تعالي - بفتح اللام - وللمرأتين تعاليا وللنسوة تعالين. وإذا قيل للرجُل تعالَ فأراد أن يقول: لا أفعلُ قال لا أتعالى على مثال لا أتقاضى.
وقولهم: قد تكَفَّلْتُ بالشيء
معناه قد ألزمته نفسي وأزلْتُ عنه الضَّيْعَةَ والذهاب، وهو مأخوذٌ من الكفل، والكفلُ ما يحفظ الراكب من خلفه.
وقولهم: يَتَبَجَّحُ فلانٌ بكذا
معناه: تعظم وترفع، وهو تَفَعَّلَ من بَجَحَ وبَجَحَت نفسه، إذا عظُمت وارتفعت. وفي حديث أم زرع: (أنَّ المرأة الحادية عشرة قالت: زوجي أبو زرع وما أبو زرع! أناس من حُلي أذني، وملأ من شحم عضدي وبجَّحَني فَبَجَحَت عليَّ نفسي) أي عظمني ورفع من قدري فعظمت علي نفسي. قال الشاعر.