{أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى} "والعرب ربما جعلوا أم إذا سبقها استفهام [و] لا تصلح أم فيه على جهة بل فيقولون: هل لك قبلنا حق أم أنت رجل تريد الظلم، بل أنت معروف بالظلم" قال:
فوالله ما أدري أسلمى تغولت ... أم النومُ 1/ 398 أم كل إليَّ حبيبُ
يريد: بل كلٍّ إليَّ حبيبُ. ومنه قوله-تعالى-: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} معناه: بل يزيدون. قال الشاعر:
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ... وصورتها أم أنت في العين أملحُ
يريدُ: بل أنت في العين أملحُ. وبل بمنزلة أخواتها في العطف. وإذا قال قائل: قام زيدٌ، فرددت عليه بل قمت وبل قمنا كان لك وجهان تقول: بل قمتُ وبل قام أنا، وبل قُمنا وبل قام نحن، وإنما جاز أن تفصل بين المكنى، لأن التأويل ما قام إلا أنا وما قام إلا نحنُ. قال الشاعر:
أصرمت حبل الوصل أم صرموا ... يا صاح بل صرموا الحبال هم
والمعنى: ما صرم الحبال إلا هم.