خلا أن حياً من قريش تفضلوا ... على الناس أو أن المكارم نهشلا
وهو آخر القصيدة فنصبه وكف عن خبره.
والعرب تأمر بلفظ الاستفهام، تقول: هل أنتم ذاهبون؟ أي: اذهبوا. أو: هل أنت ساكت؟ أي: اسكت.
قال الله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ}؟ أي: انتهوا.
وقد تجيء بلفظ الاستفهام وهو إيجاب ليس باستفهام في الحقيقة. قال الله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلاتِ}؟ تقول: قد امتلأت. وأما: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} قال النحويون، أبو عمرو وقطرب ويونس: هذا على الإيجاب. والمعنى: هل في من زيادة؟ لا أنها تسأل الزيادة؛ لأن الله تعالى قال لها: {هَلْ امْتَلاتِ} حين امتلأت.
وقال تعالى: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا}؟ جاءت على لفظ الاستفهام، والملائكة، عليهم السلام، لم تستفهم ربها، ولكن معناها الإيجاب، أي: إنك ستفعل.
قال جرير لعبد الملك بن مروان:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
فأوجب ولم يستفهم. ولو كان استفهاماً لم يكن مدحاً. وقوله: بطون راح، يريد: جمع راحة الكف.
قال عبيد: