والعرب تسمي المجلس مقاماً، بفتح الميم. وقد قرئ: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ}، بفتح الميم، يريد: المجلس. وقرئ: {مُقَامٍ} بضم الميم، يريد: مقامة. والمقام والمقامة: الموضع الذي تقوم فيه. وفي القرآن: {يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا}. والمقامة: هي موضع الإقامة للمقيم فيه، والجمع: المقامات.
وقال:
يومان: يوم مقامات وأندية ... ويوم سير إلى الأعداء، تأويب
والعرب تضيف الفعل إلى الآمر، وإن لم يتولاه بنفسه.
يقولون: فلان ضربه السلطان، وإنما أمر بضربه غيره. وتقول: بنيت الدار، وإنما أمر فبناها غيره.
قال الله، عز وجل: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}، فأضاف الفعل إلى نفسه، عز وجل، وإنما رمتهم الملائكة، عليهم السلام، بأمره جل جلاله.
والعرب تقول: فلان يخلق ثوباً، أي: يقدِّره. قال الله تعالى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً}، أي: تقدِّرون.
وقال زهير:
ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ... ـض القوم يخلق ثم لا يفري
تقول: فريت الشيء: إذا شققته، فكأنه قال: تقدّرُ ثم لا تشق.
والعرب تقول: بعد زيد عمراً، أي: بعدُ زيد من عمرو. وبعدت حالك حالي؛ أي: