كأنه قال: أعني بنت ماء، على الذم.
وقرئ: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} وحمالة؛ فرفعوا ونصبوا على الذم. وأضمروا في الرفع هي، كأنهم قالوا: هي حمالة الحطب. وقرئ: {وَامْرَأَتُهُ حَامِلَةُ الْحَطَبِ}.
والعرب تنصب أيضاً على الاختصاص. تقول: إنا بني فلان نفعل كذا. فلما قلت: إنا، قد أعني بني فلان، أردت أن تخصهم ولم ترد أن تخبر أنهم بنو فلان؛ وذلك أنك إذا قلت: إنا بنو زيد فإنما أردت أن تخبر بالفعل، ونصبت على الاختصاص بفعل. وإذا قلت: إنا بني زيد، فلم ترد أن تخبر أن أباكم زيد، إنما أردت أن تخبر بالفعل، ونصبت بني على الاختصاص بفعل مضمر، تريد: أعني.
قال:
إنا بني منقر، قوم ذوو حسب ... فينا سراة بني سعد وناديها
ومثله قول الفرزدق:
بنا تميماً يكشف الضباب
لم يرد صاحب البيت الأول أن يخبر أن أباهم منقر، وإنما نصب بني منقر علي الفخر. ولم يجعل الفرزدق بنا [الخبر]، إنما الخبر: يكشف الضباب. ثم اختص تميماً على: أعني تميماً.
والعرب تنصب على الترحم أيضاً.