ويدخل يده في ثيابه من شدة البرد. وهذا يصف مسافرين. وقوله: "تلفهم من الشأم"، يريد: ريحاً من الشام، وهي الشمال. حمراء الضحى والأصائل، أي: حمراء الآفاق أول النهار وآخره.
وقول ذي الرمة يصف البزاة والصقور بالبياض:
من الزرق أو صقع كأن رؤوسها ... من القهز والقوهي بيض المقانع
والقَهْزُ والقِهْزُ، لغتان: ضرب من الثياب يتخذ من صوف كالمرعزى وربما يخالطه الحرير، ويشبه الشَّعْر اللين بذلك.
وقال أيضاً:
كأنه دملج من فضة نبه ... في ملعب من جواري الحي مفصوم
يذكر غزالاً، شبهه بدملج فضة، وإنما جعله مفصوماً لتثنيه وانحنائه، [إذا نام]. ولم يقل: "مقصوم"، فيكون بائناً. والبرة تنفصم إذا انصدع ناحية منها. والانفصام: الانقطاع. والانفصام: الانكسار للشيء فيكون بائناً باثنتين. قال الله تعالى: {لا انفِصَامَ لَهَا}.
والنبه: من صفة الدملج، يعني أنه وجد على غفلة من غير طلب. والنبه: الضالة تجدها على غفلة، تقول: وجدته نبهاً، أي: من غير طلب. والنبه أيضاً: الانتباه من النوم. وأنبهته من الغفلة بهذا الأمر.