وقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً} يعني: حجارة قذفوا بها.
قال الأعشى:
لنا حاصب مثل رجل الدَّبى ... وجأواء تبرق عنها النجوم
الجأواء: الكتيبة إذا كثرت كأنها ملبسة حمرة من كثرتها.
وقال الفرزدق أيضاً:
وركب كأن الريح تطلب منهم ... لها سلباً من جذبها بالعصائب
يعني: أن الريح تنفض لي عمائمهم من شدتها كأنها تسلبهم إياها.
وقول زهير:
ومفاضة كالنهي تنسجه الصبا ... بيضاء كفَّت فضلها بمهند
مفاضة، يعني: الدرع، وهي الواسعة. والنهي، بكسر النون وفتحها، لغتان: نهي الغدير حيث ينخرم السيل في الغدير فيوسع، والجميع: النهاء، ممدودة، وهو أحسن ما يشبه به تضاعيف الدرع.
وقول الفرزدق:
يعضون أطراف العصي تلفهم ... من الشأم حمراء الضحى والأصائل
وإنما يعضون أطراف العصي من الحمر في أيديهم، فيعض أحدهم عصاه،