وقال تأبط شراً، وهو ثابت بن جابر:

أقول للحيان وقد صفرت به ... وطابي ونومي ضيق الجحر معور

ويروى: مرمر الجحر- بفتح الجيم- فراراً من تلك اللفظة، وهي الصحيح.

قال أبو رياش: لحيان قبلية من ذهيل؛ وصفرت: فرغت، والصفر: الفارغ؛ والوطاب: جمع وطب، وهو مسك اللبن خاصة. ويقال للرجل إذا هلك: صفرت وطابه؛ لأنه إذا هلك ومات فرغت نفسه. قال امرؤ القيس:

وأفلتهن علباء جريضاً ... ولو أدركنه صفر الوطاب

ومعنى صفرت لهم وطابي، أي لم يكن عندي لهم خير.

وقال زفر بن الحارث:

سقيناهم كأساً سقونا بمثلها ... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا

أراد أنهم استحر القتل فيهم فصبروا. فهذا وإن كان مدحاً لهم فالفاعل بهم أولي بالمدح؛ فلما قال: ولكنهم أصبر على الموت، علم الغرض.

قال عمرو بن معدي كرب:

فلو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولكن الرماح أجرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015