قول الفراء أن عمر رضي الله عنه قرأ: المغضوب عليهم غير الضالين.
وقال أبو عبيدة: لا: من حروف الزوائد لتتميم الكلام، والمعنى إلغاؤها. قال:
ويلحينني في اللهو ألا أحبه ... وللهو داع دائب غير غافل
والمعنى: ويلحيني في اللهو أن أحبه.
وقال ابن الأنباري في قول الله عز وجل: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ}، معناه: أنهم يرجعون، ولا: توكيد للكلام. وقوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، حكي عن الكسائي أنه قال: لا: صلة؛ والمعنى أقسم. وكذا قال الضبي وابن خالويه ومحمد بن سعدان. وأنكر الفراء هذا القول وقال: إنما لا صلة إذا تقدم الجحد، كقوله: {لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ}.
واحتج من قال بالمذهب الأول بقول الشاعر:
في بئر لا حور سرى وما شعر
معناه: في بئر حور، أي في بئر هلاك، ولا: صلة. وأنكر الفراء أن تكون لا في هذا البيت صلة، وقال: جحد محض كأنه قال: في بئر ماء لا يحير عليه شيئاً، أي لا يرد عليه شيئاً.