أن المعنى: فُرض عليكم القصاص، وفرض عليكم الوصية.
والواو للجمع، لا تجتمع مع الياء؛ تقول: رضوا، ولا تقل: رضيوا. قال الله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} ولم يقل: رضيوا؛ وهو من رضي يرضى، فلما جمع حذف الياء من أجل الواو؛ لأنه لا يجمع مجتمع واو الجمع مع الياء.
قال تعالى: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} وفي موضع آخر: {يُذَبِّحونَ} بغير واو. وقال الفراء: إذا جاءت الواو فالمعنى أنهم يمسهم من العذاب غير التذبيح، أي التذبيح أتى [بعد] يعذبونهم بالذبح وغيره. ومعنى طرح الواو تفسير لأنواع العذاب. قال: وإذا كان الخبر من الثواب والعقاب مجملاً في كلمة ثم فسرته، فاجعله بغير الواو؛ وإذا كان أوله غير آخره فبالواو. فمن المجمل قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ} ألا ترى أنك تقول: عندي دابتان: بغل وبرذون، فلا يجوز: وبغل وبرذون، وأنت تريد تفسير الدابتين.
والواو تكون حالاً وإضمار قد؛ ومنه قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً}؛ وكذلك: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}؛ ومثله: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ} أي قدْ قُدَّ.
والواو قد تُزاد في المذكر كما زيدت في المؤنث في ضربتها وبها ليستوي