قال أبو العباس: يعني بقوله: مليح، أي مملح وهو الذي يفحم خصمه، مأخوذ من الملاح، وهو عود يوضع في فم الجدي لئلا يرضع فيسنق؛ والسنق: أسوأ الشبع. قال:
فكأنه لما نطقت مملح بملاح
ولكن الأول أقام فعيلاً مقام مفعل. قال عمرو بن معد يكرب:
أمِن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع
أي المسمع.
ويقال: رجل نقاب ومنقب؛ قال الشعبي: أتى بي الحجاج موثقاً، فلما بلغت الباب لقيني يزيد بن أبي مسلم، فقال: إنا لله يا شعبي لما بين دفتيك من العلم، ولا بيوم شفاعة، فبالحرى أن تنجو. ثم لقيني محمد بن الحجاج، فقال لي مثل ذلك. فلما دخلت قال: يا شعبي، وأنت فيمن خرج وكثر علينا؟ فقلت: أصلح الله الأمير، أحزن بنا المنزل، وأجدب بنا الجناب، واكتحلنا السهر، وضاق المسلك، واستحلسنا الخوف، وغشيتنا خزية لم يكن فيها بررة أنقياء، ولا فجرة أقوياء. قال: صدق، وما بروا بخروجهم، ولا قؤوا إذ فجروا؛ أطلقنا عنه.
ثم احتاج إلي في فريضة، فقال: ما تقول في أم وأخت وجد؟ قلت: اختلف فيها خمسة من الصحابة- ذكر منهم ابن عباس- فقال: إن كان ابن عباس لنقاباً؛ قال: فما قال فيها النقاب؟ فأخبرته.
والنقيب: شاهد القوم وكفيلهم الذي يكون مع عريفهم يسمع قولهم، والجميع