أبا خُراشة، أما كنت ذا نفر ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع
والضبع: السنة؛ فجعل تنقص الجدب، وتحيف الأزمنة أكلاً.
قال مرداس بن أدية:
وأدَّت الأرض مني مثل ما أكلت ... وقربوا لحساب القسط أعمالي
وأكل الأرض لما صار في بطنها: إحالتها له إلى جوهرها.
وقال الله، عز وجل: {الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً}؛ فقد قال تعالى إنهم يأكلون، وإن شربوا بتلك الأموال الأنبذة، ولبسوا الحُلل، وركبوا الدواب، ولم ينفقوا منها درهماً واحداً في سبيل المأكل.
وقال الشاعر:
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ونأكل بعضنا بعضاً عياناً
ويقال: فلان يتأكَّل الناس، وإن لم يأكل من طعامهم شيئاً.
قال دُهمان النهري:
سألتني عن أُناس هلكوا ... شرب الدهر عليهم وأكل
وقيل: نزل النعمان بن المنذر، ومعه عدي بن زيد، في ظل شجرة مونقة مرتفعة، [ليلهو النعمان] هناك. فقال له عدي، أيها الملك، أبيت اللعن، أتدري ما تقول هذه الشجرة؟.