ويحرم سر جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاع
قال الفراء: بنو أسد يقولون: زهدت في الرجل أزهد فيه، وقيس وتميم يقولون: زهدت أزهده.
وأما الزاهد فقليل الرغبة في الدنيا.
[وقولهم: رجل مسكين]
المسكين في كلام العرب: الذي سكَّنه الفقر أي قلَّل حركته. واشتقاقه من السكون، ويقال: قد تمسكن وتسكَّن إذا صار مسكيناً.
ومختلف في الفقير والمسكين اختلافاً كثيراً؛ قيل: الفقير الذي له بعض ما يقيمه، والمسكين الذي لا شيء له، وهو قول يونس بن حبيب. واحتج بقول الشاعر:
أما الفقير الذي كانت حلوبته ... وفق العيال فلم يترك له سَبَدُ
واحتج أيضاً أنه قال لأعرابي: أفقير أنت؟ فقال: لا والله بل مسكين، أنا أسوأ حالاً من الفقير؛ وبه قال يعقوب بن السكيت.
قال الأصمعي: المسكين أحسن حالاً من الفقير، وبه كان يقول أحمد بن عُبيد وابن الأنباري، قال: وهو الصحيح عندنا، لأن الله تعالى قال: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ} قال: والسفينة تساوي جملة من المال؛ وقال: {لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... الآية}. فهذه الحال أسوأ من حال لمساكين التي أخبر