كان الذوق، في الحقيقة، لا يكون إلا باللسان.
قال الله تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} أي: فأبلاهم بذلك؛ لأن الخوف والجوع لا يصح ذوقهما في الحقيقة، وإنما هذا على استعارة العرب.
قال الشاعر:
فذوقوا كما ذقنا غداة محجَّر ... من الغيظ، في أكبادنا، والتحوُّب
ولم يرد به ذوق الفم
قال الشماخ:
فذاق أعطته من اللين جانباً ... كفى، ولها أن يغرق السهم حاجز
ويقول الرجل، إذا بالغ في عقوبة عبده: ذُق، وكيف ذقته؟
قال الله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
ثم تجاوزوا في ذلك إلى أن قال يزيد بن الصعق:
وإن الله ذاق حلوم قيس ... فلما راء خفَّتها قلاها
رآها لا تُطيع لها كبيراً ... فخلاها تردد في عماها