قالت: ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد
ما: حشو. ولغة تميم [ما بعوضة] فيعملون ما. وسأل يونس رؤبة بن العجاج عن قوله: {ما بَعُوضَة} فرفعها، وأنشد بيت النابغة: ألا ليتما هذا الحمام لنا".
وقد قرئ {مَا بَعُوضَةٌ} بالرفع، بمعنى الذي هو بعوضة. وقال ثعلب: نصب بعوضة بمعنى بين، والمعنى: ما بين بعوضة فما فوقها، فلما أسقط الخافض نصبه، كقولهم: مُطِرنا ما زبالة فالثعلبية، والمعنى ما بين زبالة فالثعلبية؛ قال: وقال بعض موضع ما نصب بوقوع الضرب عليها، وبجعل بعوضة بدلاً منها. قال بعض: ما صلة، والمعنى: مثلاً بعوضة فما فوقها، وما: صلة. فالعرب تصل كلامها بما إذا جاءت وسطه، فيكون دخولها وخروجها واحداً لا يعمل شيئاً؛ قال مهلهل:
لو بأبانين [جاء] يخطبها ... ضرّج ما أنف خاطب بدم
والمعنى: رمل أنف خاطب.
قال الفراء: "نصب بعوضة من ثلاثة أوجه:
أولها: أن توقع الضرب على البعوضة، وتجعل ما صلة؛ كقوله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} يريد عن قليل.