قولُ النبي صلى الله عليه [وسلم] لأبي سُفْيان بن حَرْب: "كُلُّ الصَّيْدِ في بَطْنِ الفَرا" يعني: الحمار.
2/ 222 وفي الحديث "أنَّ أبا سفيانَ أستأذَنَ على النبي صلى الله عليه وسلم، فحَجَبَهُ، ثم أذِنَ له، فقال: ما كِدْتَ تَأذَنُ لي حتى تأذَنّ لحجارةِ الجَلْهَتَيْن، فقال: يا أبا سفيان! أنتَ كما قال القائلُ: كُلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرا، أو: بَطْن الفَرَا - الشَّكُّ مِنْ أبي عبيد- فقال: أنت في الناس كحمارِ الوََحْشِ في الصَّيْدِ" يعني: أنّها كُلَّها دُونَهُ. فتألَّفَهُ بهذا الكلام يَسْتَعْطِفُهُ، وكان مِنَ المؤلَّفةِ قُلوبُهُمْ.
والجَلْهَتانِ: أرادَ جانبيْ الوادي. والمعروف في كلامهم: الجَلْهَتان. قال أبو عبيد: لم أسْمَعْ بالجُلْهُمَةِ إلا في هذا الحديث.
وجمع الفَرأ: الفِرَاء، ممدود. قال ابنُ زُغْبَة:
بضربٍ كآذان الفراء فضوله ... وطعن كإيزاغ المخاض تبورها
الإيزاغْ: دَفْعُ البَوْلِ، وهو أنْ تَعْرَضَ الناقَةُ على الفَحْلِ لتُعْرَفَ ألاقحٌ أم حائل. وهو رَمْيُ البَوْلِ قِطْعةً، أي: تَنْضَحُهُ نَضْحاً، تقول منه: أوْزَغَتِ النّاقة. آخر:
إذا اجتمعوا عليَّ وأشقذوني ... فصرتُ كأنني فرأ متارُ
أراد: مُتَأر، فخفَّفَ، من قولهم: أتْأرْتُهُمْ بَصّري، أي: جَدَّدْتُ إليهم النَّظَر.