ويُقْرأ {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} وقوله [تعالى]: {أَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً} أي: خالياً من الصَّبْر. ويُرْوى: فُرُغاً، أي: مُفَرَّغاً. قال الأخفشُ: فارغَ من ذِكْرِ الوَحْي.
قال غيره: فارغٌ من كُلِّ شيء إلا من ذِكْرِ موسى. وكذلك قولُ ابن عباس قال أبو عبيدة: فارِغْ من الحُزْنِ، لِعِلْمِها أنّه لم يَغْرَق. ومِنْهُ قولُهم: دَمٌ فَرْغ، أي: لا قَوْدَ فيه ولا دية. وأنْكَرَ القتبيّ هذا التفسير، وقال: كَيفَ يكونُ فارِغاً من الحُزْن في وقتها ذلك، والله تعالى يقولُ {لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} وهل يَرْبِطُ إلا على قَلْبِ الجازع المَحْزون. قال: وقَدْ خالَفَهُ المفسّرون إلى الصّواب، وقالوا: أصْبَحَ فارِغاً مِنْ كُلَّ شيءٍ إلا مِنْ أمْرِ مُوسى عليه السلام.
2/ 212 والفَرْغَ: مَفْرَغْ الدَّلْوِ، وهو: خَرْقُها الذي يأخُذُ الماءَ. والفِراغْ: ناحِيَتُهُ الذي يُصَبُّ منها.
وقوْلُهُ تعالى {أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً} أي: اصْبُبْ، والإفراغُ: الصَّبُّ.
وتقولُ: افْتَرَغْتُ، أي: صَبَبْتَ على نَفْسِكَ ماءً.
وقولهم: رَجُلٌ فَسْلٌ
أي: رَذْلٌ نَذْلٌ لا مُروءةَ له ولا جَلَدَ. والفِعْلُ: فَسُلَ يَفْسُلُ فَسْلاً.
ويقال: مَفْسُولٌ، أيضاً، ومثله: المَخْسُول والمُخَسَّلُ، وهو: المرذول.