وعن المفضَّل بن سَلَمة الضَّبيَ: فَهَوَيْهِما. قال: وغلط لأنَّ الميم مكان الواو، فكان ينبغي إذا أراد يبلغ به الأصل أن يقول: فوهَيْهِما. قال رَجُلٌ مِنْ بَلْهُجَيْم:
فقُلتْ لها: فاها لفيك فإنَّها ... قلوص امرئٍ قاربك ما أنت حاذِرهُ
وهذا من أمثالهم في الدعاء، بمعنى: الخَيْبَةُ لَكَ، وتريد: جَعَلَ الله لِفيكَ الأرْضَ، كما يُقالُ: بِفيكَ الحَجَرُ، وَبِفيكَ الأثْلَبُ، وهو التُّرابُ.
وقاريك، بمعنى: يَقْرِيكَ، مِنَ القِرى.
وحُكي عَنْ بَعْضِ العَرَب أنَّهُ سَلَّمَ إلى بِنْتٍ له صَغيرةٍ قِرْبَةً وأمَرَها بِمَسْكِها فَغَلَبْتها، فقالت له: يا أبَتِ: أشْدُدْ فَاها، غَلَبَني فُوها، لا طاقة لي بفيها.
ورَجُلٌ أفْوَهُ: واسع الفمِ.
وفيِّهٌ: أكُولٌ.
وقولهم في اسم الله تعالى: فاطر السَّموات والأرض
أي: خالقهنّ. وفَطَرَ اللهُ الخَلْقَ، أي: خلَقَهُمْ وابَتَدأ صَنْعَةَ الأشيْاءِ.
والفِطْرَةُ: الدّين الذي طُبِعَتْ عَلَيْهِ الخَلِيقة، فَطرهُمُ اللهُ على مَعْرِفَتِهِ والإقْرارِ بِرُبُوبِيَّتِهِ. ومِنْهُ حديثُ النبيّ صلى الله عليه [وسلم]: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ على الفِطْرةٍ حَتَّى يكونَ أبواهُ اللَّذانِ يُهَوِّدانِهِ ويُنَصِّرانِهِ ويُمَجِّسانِهِ". ولهذا الخبرِ تفسيرٌ عن أقوامٍ يكثر، وهو في كتاب الضّياء إن شاء الله.