وقال حاتم:
أماوي، ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
يريد: النفس، فأضمر.
ومثله قول الآخر:
لقد عَلِمَ الضيف والمرملون ... إذا اغبر أفق وهبَّت شمالا
كأنه قال: وهبّت الريح شمالاً، فأضمر الريح. والمرْمِلُ: الذي نفد زاده.
والعرب قد تستعمل الإضمار كثيراً كما قال عز وجل:
{فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} إنماهو على إضمار: احذروا ناقة الله. وقال بعضهم: على معنى: اتقوا ناقة الله. وقال بعضهم: على معنى: لا تعقروا ناقة الله.
ومثله: قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} على إضمار: يقولون يا ربنا.
وقوله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ}، على إضمار: يقولون سلام عليكم.
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، على إضمار: قالوا ما نعبدهم.