الأخرى ورَفَعَ صَوْتَهُ بالبكاءِ والنَّوْحِ عَلَيْها، فَجُعِلَ ذلكَ 2/ 169 مَثَلاً لِكُلِّ مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ، فقيل: قَدْ رَفَعَ عقيرتَهُ، وقيل: إنَّه رَفَعَ صَوْتَهُ بالغِناءِ.
وأصْلُها المَعْقُورَةُ: فَصِرِفَتْ عَنْ (مَفْعُولة) إلى فَعِيلة) ودَخَلَتْ هاءُ التأنيث، لأنَّها أُجْرِيَتْ مجرى: النَّطيحةِ والذَّبية.
وقولهم: فُلانٌ عُضْلَةٌ مِنَ العُضَل
أي داهيةٌ من الدَّواهي، ومِثْلُه: جاءَ فُلانٌ بِمُعْضِلة، أي: بخصلةٍ شديدةٍ وكلمةٍ عظيمةٍ لا يُهْتَدَى لمثلها ولا يُوقَفُ على جَوابِها، مِنْ قَوْلِهِمْ: داءٌ عُضَالٌ ومُعْضِلٌ: إذا كان شديداً لا يُهْتَدَى لدوائِه ولا يُوقَفُ على علاجِهِ. قالتْ:
شفاءٌ من الداء العُضالِ الذي بها ... غُلامٌ إذا هَزَّ القناة شَفَاها
وتقولُ: أعْضَلَ بِيَ القَوْمُ: أي اشْتَدَّ أمْرُهُمْ عَلَيْك.
قال عمر- رحمه الله-: (أعْضَلَ بي أهْلُ الكُوفَة، ما يَرْضَوْنَ بأميرِ، ولا يَرْضَاهُمْ أمير) أي: اشْتَدَّ أمْرُهُمْ عليَّ.
ومِنْهُ قَوْلُهُ: مُعْضِلةٌ ولا أبا حَسَن، يعني: حالة صعبة شديدة ولا أرى أبا حَسَن، فحَذَف أرى، يعني: عَلِيَاً.
ورَجُلٌ عَضِلٌ: إذا كانَ قويِّ العَضَلِ.
والعَضَلَةُ عند العَرَبِ: كُلُّ لَحْمِ يجتمعُ. قال القطاميّ: