ومنْ يَفْعَلِ المعروفَ في غير أهلهِ ... يُلاقي الذي لاقى مُجيرام عامرِ

أعدَّ لها لما استجارتْ ببيْتِهِ ... لتأمَنَ، ألبانَ اللقاح الدرائر

فأسْمَنَها حتى إذا ما تمكَّنَتْ ... قَرتْهُ بأنيابٍ لها وأظافرِ

فقُلْ لذوي المعروفِ هذا جزاءً مَنْ ... يجودُ بمعروفٍ إلأى غير شاكرِ

ولهذا الشِّعْرِ حديثٌ تركْتُهُ.

والمَضْبَعَةُ: اللَّحْمَةُ تَحْتَ الإبط من قُدُمٍ، وفي الحديث "مَدَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ضَبْعَيْهِ إلى السّماء".

وتقولُ: أخَذْتُ بِضَبْعَي فُلانٍ فلم أفارِقْهُ.

وقولهم: في قَلْبِ فُلانٍ عَلَيَّ ضِبُّ

أيْ غِلّ كامِنٌ وحِقْدٌ وبُغْضٌ، بِكَسْرِ الضّاد، والجَمْعُ ضِباب. وقد أضَبَّ الرَّجُلُ عَلَى غِلٍّ في القَلْبِ، فهو يَضِبُّ إضباباً. قال سابِقُ البربري:

ولا تَكُ ذا وجْهَيْن تُبْدي بَشاشةً ... وفي القَلْبِ غِلٌّ عائِبُ الضِبِّ كامِنُ

قال عَبْدَةُ بنُ الطبيب:

إنّ الذينَ تَرَوْنَهُمْ خلانكمْ ... يشفي صُداعَ رُؤوسِهِم أنْ تُصْرَعُوا

فضِلَتْ عداوَتُهُمْ على أحْلامِهِمْ ... وأبَتْ ضِبابُ صُدورهمْ لا تُمْزَعُ

قومٌ إذا دَمَسَ الظَّلامُ عَلَيْهِمُ ... حَدَجُوا قَنَافِذَ بالنَّميمةِ تُهْرَعُ

قال الجاحظ: هذا من غُرَرِ الأشعار، وهو مما يُحْفَظ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015