ففطِنَ زَوْجُها لذلك، فَصَفَرَ لها فجاءَتْهُ، وهي ترى أنَّهُ ذلك الرجُلُ، فشَيَّطَها بميسم معه، فلمَا صَفَرَ ذلك الرّجُلُ، قالت: قدْ قَلَيْنا كُلَّ صَفَّارٍ، أي: قَدْ قَلَيْنا كُلَّ زانٍ وعَفَفْنا.
قال الأصمعيُّ: الصّافِرُ: ما يَصْفِرُ من الطَّيْرِ. وقال: إنّما وُصِفَ بالجُبْنِ لأنّه لَيْسَ من الجوارِح.
وقولهم: ما في الدّارِ صافِرٌ
أي ما فيها شيءٌ يُصْفَرُ به.
قالوا: فمَعْنى صافِر: مَصْفُور، مثل: دافِق: أي مَدْفُوق، وسرٌّ كاتِمٌ: أي مكتوم.
والقول الثاني: ما بالدارِ أحدٌ. قال الشاعر:
خَلَتِ المنازِلُ ما بها ... ممَّنْ عَهِدْتُ بهِنَّ صافِر
والصَّفَرُ: دُودٌ يَقَعُ في الكَبِد فيَلْحَسُها حتى يَقْتُلَ صاحِبَها، يقالُ: رَجُلٌ مَصْفُورٌ: أي في بطنه الصَّفَرُ، ويقعُ أيضاً في شراسيفِ الأصْلاب. قال الأعشى:
2/ 100 لا يتأرّى لما في القِدْر يرْقُبُهُ ... ولا يعضُّ على شُرْسُوفَةِ الصَّفَرِ
والصُّفْرُ: الشَّيءُ الخالي، تقولُ: صَفِرَ الإناءُ صُفُوراً وصَفَراً، وهو صِفْرٌ، والجميعُ والواحدُ والذَّكَرُ والأنثى فيه سواء. ويُقالُ للرَّجُلِ إذا هَلَكَ: صَفِرَتْ وطابُهُ، لأنَّهُ إذا مات فرغت نَفْسُه. قال امرؤ القيس: