وربما سمت العرب الزنا: سراً. قال الشاعر:
ويحرم سر جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاع
أراد: الزنا.
وقيل: سميت سُرية لسرور صاحبها بها، وهي "فُعْلِيَّة" من "السُّرّ". قال ابن الأعرابي: السُّرَّ عندهم السرورُ بعينه.
وقال بعضهم: يجوز أن تكون السُّريَّة "فُعُّولَة" من "السُّرور" أصلها: سُرُّورة، فاستثقلوا الجمع في ثلاث راءات، فأبدلوا من الثالثة ياء، وأبدلوا من الواو ياء، فأدغموها في التالية بعدها، فصارتا ياء مشددة، وكسروا ما قبل الياء ليصح.
ويُقال: سُرَّيَّة وسِرَّيَّة، بالضم والكسر. وفي الجمع: سَراريٌّ وسراري، بتثقيل الياء وتخفيفها، فمن ثَقَّلَ أثبتها في الخط، ومن خففها حذفها لسُكُونها وسكون التنوين في الرفع والخفض. وفي النصب يثبتها في الخط في اللغتين جميعاً، كقولهم: رأيتُ سراريَّ وسَراريَ، وكذلك مع الألف واللام تُثبتُ في المذهبين جميعاً كقولهم: رأيتُ السَّراري وقام السَّراري، ومِثْلُهُنَّ: القُماري والرياشي والدراري والأماني.
تقول: تَسَرَّرْتُ سُرَّيَّةً، وتسرَّيْتُ غلطٌ.
والسُّرْسُورُ: العالِمُ الفَطِنُ الدخَّالُ في الأمور.
والسَّريسُ: العِنِّينُ من الرجال، والجمعُ سُرَساء.
قال لبيد: