وبعد أن أتمتتُ بعونِ اللهِ وفضلِه هذه الرسالةَ، فإنِّي أعتذرُ عمًّا جاء فيها من تقصيرٍ، وإنما كتبتُها إرشادًا لنفسي وعونًا لها على القيامِ، وحرصتُ أن يشاركَني إخواني في الفائدةِ، فرجوت ذلك بطباعتِها، علَّها تكونُ لي عذرًا بتبليغِ النصيحةِ للمسلمين عامةً، عسى اللهُ أن يهديَنا للقيامِ بما فرَضَ علينا، ويمنَّ علينا بالتقرُّبِ إليه بما يحبُّ ويرضى، ويتقبَّلها منا جميعًا، وأسألُه أن يرفعَ عن هذه الأمةِ ما حلَّ بها من فرقةٍ وفتنٍ وبلاء. ٍ
وأذكِّرك -أخي- أن العملَ الصالحَ في هذا الزمانِ، بات شاقًّا على النفوسِ المولعةِ بالدنيا، فأغلبُ الناسِ اليومَ مُلقىً في قلبه الهوانُ، حبُّ الدنيا وكراهيةُ الموتِ، لذا فإنَّ المتمسِّك بدينِه يجد نفسَه تتجاذبُه الفتنُ وتعرضُ عليه صباحَ مساءَ، وصدق رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلم-: (يأتي على الناسِ زمانٌ القابضُ على دينِه كالقابضِ على الجمرِ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
وأبشر يا أخي فهذا زمانُ الصبرِ، أجرُ المؤمنِ فيه كأجرِ خمسين من الصحابةِ بنصِ رسولِ الله -صلى اللهُ عليه وسلم-، فلنكن ممَّن يسارعُ في الخيراتِ، ويدعو اللهَ رغبًا ورهبًا.
جعلنا اللهُ من المتقين وحَشَرنا في زمرتِهم وأوفَدَنا وفادتَهم، اللهم آمين.
والحمدُ للهِ الذي تتم بنعمتِه الصالحاتُ.
وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.
وكتبته:
د/ رقية بنت محمد المحارب.