15- عن مسلمةَ بنِ محاربٍ قال: قدم عروةُ بنُ الزبير على الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ ومعه ابنه محمدُ بنُ عروةَ فدخل محمدُ بنُ عروةَ دارَ الدوابِّ فضربتْه دابةٌّ فخرَّ، فحُمل ميتًا، ووقعت في رجلِ عروةَ الأكلةُ، ولم يدع تلك الليلة وردَه، فقال له الوليد: اقطعها قال: لا، فترقت إلى ساقه، فقال له الوليد: اقطعها وإلا أفسدت عليك جسدك، فقطعت بالمنشار وهو شيخ كبير، فلم يمسكه أحد، وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا. وقال محمدُ بنُ عبيدٍ: لم يتركْ عروةُ بنُ الزبيرِ وردَه إلَّا في الليلِ التي قُطعت فيها رجلُه، قال: وتمثَّلَ بأبياتِ معنِ بن أوسٍ:

لعمرك ما أهويتُ كفي لريبةٍ ... ولا حملتني نحو فاحشةٍ رجلي

ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي

وأعلم أني لم تصبني مصيبةٌ ... من الدهر ِإلا قد أصابت فتىً قبلي (?)

16-كان لأبي مسلمٍ الخولانيِ رحمه اللهُ سوطٌ يعلِّقه في مسجدِه فإذا كان السحرُ ونعسَ أو ملَّ أخذَ السوطَ وضربَ به ساقيه ثم قال: لأنتِ أولى بالضربِ من شرارِ الدوابِّ.

17- كان أيَّوبُ السختيانيُّ يقوم الليلَ كلَّه، فيُخفي ذلك، فإذا كان عند الصبحِ، رفع صوتَه كأنَّه قام تلك الساعةَ.

18- كان الحسنُ يصلي فإذا أعيي صلى قائماً فإذا فتر صلى مضطجعاً (¬2) .

19- كان سليمانُ التيميُّ مرةً يصلي بعد العشاءِ الآخرةِ فقرأ (تباركَ الذي بيدِه الملكُ) حتى أتى على قوله: (فلما رأوه زلفةً سيئت وجوهُ الذين كفروا) جعل يردِّدُها إلى الفجرِ، ولما ماتَ قالت جاريةٌ من جيرانِه لأمِّها: يا أمَّاه ما فعلَ المشجبُ الذي كان فوقَ ذلك السطحِ؟ تظن أنَّ سليمانَ التيميَّ-رحمه اللهً- كان المشجب (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015