هـ-وحتى لا يملَّ قائمُ الليلِ أو يغلبَه الشيطانُ، فعليه أن ينوِّعَ في صلاتِه من حيث عددِ الركعاتِ وصفتِها، كما وردت السنةُ بذلك.
فتارةً يصلي إحدى عشرةَ ركعةً، مثنى مثنى، وهي أكثرُ صلاتِه –صلى اللهُ عليه وسلم- ولم يزد على هذا العددِ، لا في رمضانَ ولا في غيرِه، ولكنَّها صلاةٌ بطمأنينةٍ وخشوعٍ.
تقول عائشةَ –رضي اللهُ عنها- (ما كان رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم- يزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِه على إحدى عشرةَ ركعة يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنِهن وطولِهن ثم يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنِهن وطولِهن ثم يصلي ثلاثًا) متفق عليه.
وتارةً يصلي تسعَ ركعاتٍ، وعنها –رضي اللهُ عنها-: (وكان يصلي من الليلِ تسعَ ركعاتٍ فيهنَّ الوترُ) رواه مسلم.
وإن شاء أوترَ بثلاثٍ وإن شاء أوترَ بخمسٍ وإن شاء أوترَ بواحدةٍ.
وعلى المبتدئ في قيامِ الليلِ أن يتدرَّجَ فيه، فلا يثقلُ على نفسِه في بدايةِ الأمرِ حتى لا يملَّ أو يتركَ القيامَ، فيبدأُ بركعاتٍ قليلةٍ لمدةِ أشهر ثم إذا اعتاد عليها زاد وهكذا، وكذلك تطويلُ القيامِ يكون بالتدرجِ.
ويرى في الجهرِ والإسرارِ في القراءةِ أيُّهما الأنسبُ له وأخشعُ لقلبِه.
-وإذا غلبه نعاسٌ تركَ الصلاةَ ونام، فعن أبي هريرةِ –رضي اللهُ عنه- يرفعه: (إذا قام أحدُكم من الليلِ فاستعجمَ القرآنُ على لسانِه فلم يدرِ ما يقول فليضطجِع) رواه مسلم.
-ولم يستكمل رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم- قيامَ ليلةٍ وقال لابنِ عمرَ –رضي اللهُ عنه-: (فإنَّك إذا فعلت ذلك هجمت عينُك ونفهت نفسُك وإنَّ لنفسِك حقًّا) رواه البخاري. ونفهت:بمعنى نهكت وتعبت.