وانظر يا عبد َاللهِ في هذه الكلماتِ التي يبادِرُ بها –صلى اللهُ عليه وسلم- أولَ ما يقومُ، إنها تجديدٌ للإيمانِ بعدَ البعثِ من المنامِ، وكأنَّها حياةٌ جديدةٌ تبدأها بالإيمانِ والاستسلامِ للهِ، ومَن هذا قولُه، وهذه حالُه عندَ يقظتِه فأنَّى للشيطانِ أن يجدَ إليه سبيلاً.
كما يمكن أن تقرأَ شيئًا من القرآنِ عند يقظتِك ويُسنُّ قراءةُ العشرِ الأواخرِ من سورةِ آلِ عمرانَ، ولكن عليك أن تقرأَها جالسًا لئَلَّا يغلبك النومُ.
عن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ –رضي اللهُ عنه- أنَّه بات عندَ ميمونةَ زوجِ النبيِّ –صلى اللهُ عليه وسلم- وهي خالتُه. قال: (فاضطجعت في عرضِ الوسادةِ، واضطجع رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم- وأهلُه في طولِها، فنام رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم- حتى إذا انتصفَ الليلُ أو قبلَه بقليلٍ أو بعدَه بقليلٍ، استيقظ رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم-، فجلس يمسحُ النومَ عن وجهِه بيديه (?) ، ثم قرأَ العشرَ الآياتِ الخواتمَ من سورةِ آلِ عمرانَ، ثم قام إلى شنٍّ (?) معلقةٍ، فتوضأ منها فأحسنَ الوضوءَ، ثم قام يصلِّي. قال عبدُ اللهِ: فقمتُ فصنعتُ مثلَ ما صنع ثم ذهبتُ فقمتُ إلى جنبِه، فوضع رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلم- يدَه اليمنى على رأسي فأخذ بأُذُني يفتِلُها، فصلَّى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين ثم أوترَ ثم اضطجعَ حتى جاءَه المؤذِّنُ، فقامَ فصلَّى الصبحَ) متفق عليه.