واستخلف عثمان -رضي الله عنه- ثم كان الرهط الأخيار الستة المتشاورون عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبدالرحمن، فاختاروا بعد تشاورهم وحسن نظرهم لا يألون الله والمؤمنين نصيحة، ولا يخونون الرعية، عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لتكامل الخصال الشريفة والسوابق الجميلة فيه مع معرفتهم بعلمه وحلمه، ورأفته بالمسلمين، لا اختلاف بينهم فيه، ولا تنازع، ولا طعن في ذلك طاعن، مسرعين إلى بيعته، واثقين بعدله، لم -[423]- يختلف عنه من تخلف عن أبي بكر، ولا تسخط ذلك من -[424]- تسخط عمر، مجمعين له بالرضا والمحبة، ففتح الله له أقاصي الأرض، ومكن له فيها، يحكم بالعدل، ويأمر بالحق، ويقفوا آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، وسلك سبيلهم، ويحتذي حذوهم، حتى أكرمه الله بالشهادة التي شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها في كل موطن أخبر الناس أنه وأصحابه على الحق -[425]- عند ظهور الفتن واختلاف الناس فيها -رضي الله عنه-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015