عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح. ويقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وذكر ابن هشام أن النضر بن الحارث بن كلدة قتله علي بن أبي طالب صبرا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكرون بالصفراء.

وقال ابن هشام: بالأثيل، وذكر ابن حبيب: أنه أسلم. فالله أعلم أيّ ذلك أصح.

وذكر ابن قتيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل ثلاثة صبرا يوم بدر: عقبة بن أبي معيط، وطعيمة بن عدي، والنضر بن الحارث. وقالت قتيلة أخت النضر بن الحارث بن كلدة ابن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار شعرا:

يا راكبا إن الأثيل مظنة ... من صبح خامسة وأنت موفّق

أبلغ بها ميتا بأن تحية ... ما إن تزالّ بها النجائب تخفق

أمحمد يا خير ضنء كريمة ... من قومها والفحل فحل معرق

ما كان ضرّك لو مننت وربما ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق

أو كنت قابل فدية فلينفقن ... بأعز ما يغلو به ما ينفق

فالنضر أقرب من أسرت قرابة ... وأحقهم إن كان عتق يعتق

ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه ... لله أرحام هناك تشقّق

صبرا يقاد إلى المنية متعبا ... رسف المقيّد وهو عان موثق

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الشعر: «لو بلغني قبل قتله لمننت عليه» (?) . قال معمر:

وفيه نزلت وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ [لقمان: الاية 6] ، الاية كان يشتري الكتب التي فيها أخبار فارس والروم ويقول: يحدثكم محمد صلى الله عليه وسلم عن عاد وثمود، وأحدثكم عن فارس والروم ويستهزئ بالقرآن. قال عكرمة: وفيه نزلت وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ [الأنعام: الاية 93] . قال مجاهد: وفيه نزلت وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ [الأنفال: الاية 32] . قال الكلبي: وفيه نزلت لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ [الأنفال:

الاية 31] . ولقد كثر يومئذ الفداء وأكثر ما فدي به الرجل أربعة آلاف، وربما فدي أن يعلّم عددا من المسلمين الكتابة. وروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «يعلّم عشرة من المسلمين الكتابة» . قال ابن وهيب: إن أهل المدينة لم يكونوا يحسنون الخط.

وفي تفسير ابن سلام قال الحسن: أطلق النبيّ صلى الله عليه وسلم الأسرى فمن شاء منهم رجع إلى مكة، وقال ابن سيرين: الطلقاء أهل مكة، والعتقاء أهل الطائف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015