أَي أمره وبأسه وَجعل ذَلِك مجيئا لَهُ تَعَالَى على سَبِيل التفخيم والتهويل لِأَن الْإِتْيَان حَقِيقَة هُوَ الإنتقال من حيّز إِلَى حيّز وَذَلِكَ مُسْتَحِيل عَلَيْهِ تَعَالَى عِنْد الْجُمْهُور أَو المُرَاد إِلَّا أَن يَأْتِيهم الله بأَمْره وبأسه فَحذف المأتي بِهِ لدلَالَة الْحَال عَلَيْهِ إيهاما عَلَيْهِم لِأَنَّهُ أبلغ فِي الْوَعيد لانقسام خواطرهم وَذَهَاب فكرهم فِي كل وَجه أَو المأتي بِهِ مَذْكُور وَهُوَ قَوْله {فِي ظلل} وَفِي بِمَعْنى الْبَاء وَقيل المُرَاد بذلك غَايَة الهيبة وَنِهَايَة الْفَزع لشدَّة مَا يكون يَوْم الْقِيَامَة والإلتفات إِلَى الْغَيْبَة بعد قَوْله {فاعلموا} للإيذان بِأَن سوء صنيعهم مُوجب للإعراض عَنْهُم وَترك الْخطاب مَعَهم وإيراد الإنتظار للإشعار بِأَنَّهُم لانهماكهم فِيمَا هم فِيهِ من مُوجبَات الْعقُوبَة كَأَنَّهُمْ طالبون لَهَا مترقبون لوقوعها

وَقَالَ مسلمة بن الْقَاسِم فِي كتاب غرائب الْأُصُول حَدِيث تجلي الله يَوْم الْقِيَامَة ومجيئه فِي الظلل مَحْمُول على أَنه تَعَالَى يُغير أبصار خلقه حَتَّى يروه كَذَلِك وَهُوَ على عَرْشه غير متغير عَن عَظمته وَلَا متنقل عَن ملكه كَذَلِك جَاءَ مَعْنَاهُ عَن عبد الْعَزِيز الْمَاجشون قَالَ فَكل حَدِيث جَاءَ فِي التنقل والرؤية فِي الْمَحْشَر فَمَعْنَاه أَنه تَعَالَى يُغير أبصار خلقه فيرونه نازلا ومتجليا ويناجي خلقه ويخاطبهم وَهُوَ غير متغير عَن عَظمته وَلَا متنقل عَن ملكه انْتهى

وَهُوَ تَأْوِيل حسن يطرد فِي كثير من الْمَوَاضِع

وَمن الْمُتَشَابه النُّزُول فِي حَدِيث أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله ينزل لَيْلَة النّصْف من شعبات إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا ليغفر لأكْثر من عدد شعر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015