والجهمية والمعتزلة إِلَى الْيَوْم يسمون من أثبت شَيْئا من الصِّفَات مشبها كذبا مِنْهُم وإفتراء حَتَّى قَالَ ثُمَامَة بن أَشْرَس من رُؤَسَاء الْجَهْمِية ثَلَاثَة من الْأَنْبِيَاء مشبهة مُوسَى حَيْثُ قَالَ {إِن هِيَ إِلَّا فتنتك} الْأَعْرَاف 155 وَعِيسَى حَيْثُ قَالَ {تعلم مَا فِي نَفسِي وَلَا أعلم مَا فِي نَفسك} الْمَائِدَة 116 وَمُحَمّد حَيْثُ قَالَ ينزل رَبنَا كل لَيْلَة إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا وَحَتَّى إِن جلّ الْمُعْتَزلَة يدْخل عَامَّة الْأَئِمَّة مثل مَالك وَأَصْحَابه وَالثَّوْري وَأَصْحَابه وَأبي حنيفَة وَأَصْحَابه وَالْأَوْزَاعِيّ وَأَصْحَابه وَالشَّافِعِيّ وَأَصْحَابه وَأحمد وَأَصْحَابه وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأبي عبيد وَغَيرهم فِي قسم المشبهة
وَأطَال ابْن تَيْمِية الْكَلَام على ذَلِك وعَلى تأييد مَذْهَب السّلف فِي عدَّة كراريس
ثمَّ قَالَ وَمن كَانَ عليما بِهَذِهِ الْأُمُور تبين لَهُ بذلك حذق السّلف وعلمهم وخبرتهم حَيْثُ حذروا عَن الْكَلَام ونهوا عَنهُ وذموا أَهله وعابوهم وَعلم أَن من ابْتغى الْهدى فِي غير الْكتاب وَالسّنة لم يَزْدَدْ إِلَّا بعدا فنسأل الله الْعَظِيم أَن يهدينا {الصِّرَاط الْمُسْتَقيم صِرَاط الَّذين أَنْعَمت عَلَيْهِم غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} قَالَ مُؤَلفه تمّ وكمل فِي جُمَادَى الْآخِرَة بِمصْر المحروسة عَام اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَألف