يُقَال فلَان عندنَا بِالْيَمِينِ أَي بِالْمحل الْجَلِيل وَمِنْه قَول الشَّاعِر ... أَقُول لناقتي إِذْ بلغتني ... لقد أَصبَحت عِنْدِي بِالْيَمِينِ ...
أَي الْمحل الرفيع
قلت أحسن من هَذَا مَا أوردته فِي كتابي القَوْل البديع فِي علم البديع فِي بَاب التَّمْثِيل مَا أنْشدهُ الرماح بن ميادة فِي قَوْله ... ألم أك فِي يمنى يَديك جَعَلتني ... فَلَا تجعلني بعْدهَا فِي شمالكا ...
أَرَادَ أَن يَقُول ألم أكن قَرِيبا مِنْك فَلَا تجعلني بَعيدا عَنْك فَعدل عَنهُ إِلَى لفظ التَّمْثِيل لما فِيهِ من زِيَادَة الْمَعْنى لما تعطيه لفظتا الْيَمين وَالشمَال من الْأَوْصَاف لِأَن الْيَمين أَشد قُوَّة معدة للطعام وَالشرَاب وَالْأَخْذ وَالعطَاء وكل مَا شرف وَالشمَال بِالْعَكْسِ وَالْيَمِين مُشْتَقّ من الْيمن وَهُوَ الْبركَة وَالشمَال من الشؤم فَكَأَنَّهُ قَالَ ألم أكن مكرما عنْدك فَلَا تجعلني مهانا وَكنت مِنْك فِي الْمَكَان الشريف فَلَا تجعلني فِي الوضيع
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد رُوِيَ ذكر الشمَال لله تَعَالَى من طَرِيقين فِي أَحدهمَا جَعْفَر بن الزبير وَفِي الآخر يزِيد الرقاشِي وهما